الجمعة، 10 مايو 2013

التفكك الأسري وعلاقته بضعف الدافعية في التعليم عند الأبناء


التفكك الأسري
وعلاقته بضعف الدافعية في التعليم عند الأبناء





إعداد الطالب :
صالح علي الشيخي الزهراني
الرقم الجامعي
327402906



إشراف الدكتور /
عيد حجيج الجهني


المقدمة :
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله –r- .
خلق الله النفس البشرية وهيأ له من أسباب الاستقرار والاطمئنان ما يضمن له حياة متوازنة هادئة مطمئنة في داخل بناء محكم يقوم على ميثاق غليظ وهو الأسرة، وقد حرص الإسلام على قيام الأسرة وجعلها الأساس الذي يبني عليها المجتمع قال تعالى : (ومن ءاياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة )([1]) وحض نبي الإسلام –r- على الزواج بقوله : (( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )) ([2]) وحينما يدعو الإسلام إلى الزواج وتكوين الأسرة فهو يتوافق مع الفطرة الإنسانية ويؤدي إلى حفظ النسل والأنساب والمحافظة على النوع عن طريق شرعي وسلامة المجتمع من الانحراف والزنا، وتؤدي الأسرة أدواراً عظيمة ومهاماً جسيمة في تربية أبنائها على العقيدة الإسلامية وحسن الخلق وإكسابهم العادات والمهارات والسلوكيات اللازمة لتكوين شخصية متزنة مطمئنة، ويكون ذلك على المستويين النفسي والاجتماعي، ولا يتحقق ذلك إلا في ضوء أسرة سليمة خالية من كل ما يعكر صفو هذا البناء ويخل به، وقد يصب هذا البناء المحكم والمتين بعض المشكلات والأمراض التي تحول بينه وبين القيام بوظائفه المهمة، وهذه المشكلات متنوعة وعديدة ولعل من أبرزها ما يعرف اليوم بالتفكك الأسري الذي يلقي بتبعاته على الأبناء من انحراف وسرقات وخفض في مستوى التحصيل والدافعية للعلم، وسيتحدث الباحث في هذه الدراسة عن العلاقة بين هذه المشكلة المتمثلة في التفكك الأسري وأثره على خصيصة نفسية مهمة ومستترة هي الدافعية للتحصيل . يقول الدكتور محمد عبدالله ([3]) : " تقوم الأسرة بدورهم في توفير الراحة النفسية والاطمئنان للطفل وكان رسول الله –r- مثالاً أعلى في توفير الطمأنينة لأبنائه ".
جعل الله I- من الأسرة بناءً محكماً قويماً، يجد فيها جميع أفرادها ما يتطلعون إليه من تحقيق رغباتهم وتطلعاتهم، وتمثل لهم الأسرة بعد الله I- الملاذ الآمن الذي يجدون فيه الاستقرار والهدوء والسكينة والنواة الحقيقية التي ينطلقون منها إلى التعايش والتوافق الفردي والاجتماعي، وهذا البناء المحكم يتطلب قيام كل عضو من أعضاء الأسرة بواجباته على الوجه المطلوب، وعندما يفشل واحد أو أكثر من أعضاء الأسرة في القيام بواجباته نحوها، فإن ذلك يفضي إلى ضعف العلاقات وحدوث التوترات والمشاحنات بين الأفراد مما يؤدي إلى ما يعرف بالتفكك الأسري الذي ينقض عرى الأسرة ويتسبب في انفراط عقدها وانحلالها، ولا تسئل حينئذ عن القائمة الطويلة من المشكلات الفردية والنفسية المترتبة من انحراف أبنائها وسوء التوافق المدرسي ومشكلة تعاطي الخمور، وانخفاض مستوى الدافعية لدى أبنائها في التعليم، وسيقف الباحث إن شاء الله تعالى- على أهم الأسباب المؤدية إلى هذه المعضلة الاجتماعية (التفكك الأسري) وأسبابه وتبعاته والوقوف على الجوانب الوقائية والعلاجية للحيلولة دون الوقوع فيها والدور المنوط بالمؤسسات الاجتماعية المختلفة لمعالجة هذه المشكلة وأثرها على ضعف الدافعية في التعليم عند الأبناء .
تهدف هذه الدراسة للوقوف على جملة من الأمور منها :
1-التعريف بمشكلة التفكك الأسري والفرق بينها وبين المشكلات الاجتماعية الأخرى كالطلاق .
2-الوقوف على أهم مسببات هذه المشكلة الاجتماعية وأبرز الآثار الناجمة عنها .
3-التعريف بالدافعية بشكل عام، والدافعية لدى المتعلمين بشكل خاص، وخصائصها وأهم أسباب إثارتها .
4-العلاقة بين مشكلة التفكك الأسري وانخفاض الدافعية لدى الأبناء في التعليم.
5-وضع الحلول اللازمة والممكنة للخروج بالأسرة من هذه الأزمة الاجتماعية .
ستنحصر الدراسة بحول الله تعالى- في ثلاثة أمور :
1-النظر في مشكلة التفكك الأسري دون غيرها من المشكلات الأسرية الأخرى.
2-العلاقة القائمة بين التفكك الأسري وانخفاض مستوى الدافعية لدى الأبناء في العملية التعليمية، دون غيرها من الآثار النفسية والاجتماعية المترتبة على هذه المشكلة .
3-النظر في الآثار المترتبة على خفض الدافعية في التعليم لدى الأبناء دون غيرهم من أطراف الأسرة .
خامساً : منهج الدراسة :
المنهج الوصفي الاستنباطي .
الرسالة الأولى :
اسم الرسالة : دور الأسرة في التربية الفكرية والأخلاقية بالمرحلة الابتدائية (تصور مقترح) رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراة في تخصص أصول التربية الإسلامية .
مقدمة من نوال سالم أحمد 1428هـ
جامعة أم القرى كلية التربية

الهدف من الرسالة :
تهدف الدراسة إلى التعرف على دور الأسرة في التربية الفكرية والأخلاقية بالمرحلة الابتدائية ووضع تصور لهذا الدور .
منهج الدراسة : المنهج الوصفي الاستنباطي .
النتائج :
1-تعد الأسرة أكثر المؤسسات التربوية تأثيراً في البناء الفكري والأخلاقي .
2-بناء الإيمان الصحيح والثقة في نفس الطفل يخفظه من الشبهات الفكرية ومن الاضطراب القكري .
3-يضع الدين الإسلامي للإنسان منهجه في الحياة، ويحدد سلوكه وعلاقته وفق منهج الله I- .
وتتفق مع الدراسة الحالية في كونها تبرز الدور المهم للأسرة في تنمية الجوانب الثقافية في شخصية الفرد، وأهمية وجود الأسرة في البناء الثقافي والعلمي للطفل .
وتختلف عن الدراسة الحالية أن الدراسة الحالية تبحث في جانب نفسي معقد ومحدد وهو جانب الدافعية للتعليم عند الأبناء، وتحاول إبراز أهم المشكلات المتعلقة لخفض الدافعية والناتجة عن التفكك الأسري، أما الدراسة المذكورة فهي تبرز الدور الأسري في الارتقاء بالتربية الفكرية لدى الطفل .
الرسالة الثانية :
-اسم الرسالة : عدم الاستقرار الأسري في المجتمع السعودي وعلاقته بإدراك الزوجين للمسؤوليات الأسرية .
-دراسة للحصول على درجة الماجستير في الاقتصاد المنزلي .
-سميرة عياد الجهني 1429هـ .
كلية التربية للاقتصاد المنزلي-جامعة أم القرى
الهدف من الدراسة :
إيجاد العلاقة بين إدراك الزوجين للمسؤوليات الأسرية وعدم الاستقرار الأسري .
نتائج الدراسة :
1-هناك علاقة بين عوامل عدم الاستقرار الأسري ومستوى تعليم الزوج لصالح المستوى التعليمي الجامعي .
2-وجود فروق بين الأزواج المقيمين في المدينة والمقيمين في الأرياف في إجمالي إدراك المسؤوليات الاجتماعية لصالح الأزواج المقيمين في المدينة .
التوصيات :
1-الاهتمام بتدريس عوامل استقرار الأسرة، ومدى أهميتها لاستمرار الحياة الزوجية .
2-الاهتمام بتوعية الأزواج والزوجات بأهمية إدراكهم وقيامهم بالمسؤوليات الاجتماعية.
منهج الدراسة : المنهج التجريبي .
تتفق هذه الدراسة مع الدراسة الحالية في كونها تتطرق إلى موضوع التفكك الأسري بشكل مباشر، فالتفكك الأسري هو عدم قيام أحد أطراف الأسرة الرئيسة (الوالدين) بدوره المنوط به، وعندما لا يدرك أحد الزوجين المسؤولية الملقاة على عاتقه فإنه سيهمل الأدوار المنوطة به وهذا جانب من جوانب الدراسة الحالية
وتختلف الدراسة في كونها دراسة تجريبية والدراسة الحالية دراسة وصفية استنباطية، وأن الدراسة المذكورة لا تنظر إلى الآثار المترتبة على عدم الاستقرار الأسري كهدف لها في حين الدراسة الحالية تبرز أثر من هذه المشكلة .

الرسالة الثالثة :
عنوان الرسالة : أساليب التنشئة الأسرية وعلاقتها بكل من التفاؤل والتشاؤم لدى عينة من تلاميذ المرحلة المتوسطة .
إعداد الطالب : عبدالله محمد هادي الحربي 1429هـ-1430هـ .
مقدمة لقسم علم النفس كلية التربية/جامعة أم القرى لنيل درجة الماجستير علم النفس .
تهدف الدراسة إلى :
1-معرفة العلاقة بين أساليب التنشئة الأسرية وكل من التفاؤل والتشاؤم لدى عينة الدراسة .
2-إمكانية التنبو بكل من التفاؤل والتشاؤم من خلال أساليب التنشئة الأسرية .
منهج الدراسة : المنهج التجريبي .
نتائج الدراسة :
1-وجود علاقة عكسية بين التفاؤل ومعاملة الأب والأم في الأبعاد التالية (الإيذاء الجسدي، الحرمان، القسوة، الإذلال، الشعور بالذنب، تفضيل الأخوة، التدليل) .
2-لا توجد فروق ذات دلالات إحصائية بين المرحلة الدراسية (متوسط/ثانوي/شرعي/علمي) ومعاملة الأب والأم .
3-توجد فروق إحصائية بين الدخل الشهري ومعاملة الأب والأم .
تختلف الدراسة :
الدراسة المذكورة تعتمد على المنهج التجريبي وتتحدث عن التنشئة الأسرية وعلاقتها بالتفاؤل والتشاؤم في حين أن الدراسة الحالية تركز على دور الأسرة في زيادة الدافعية لدى التلاميذ من خلال معالجة مشكلة التفكك الأسري .

تتفق الدراسة :
التفاؤل والتشاؤم من العوامل المساعدة على خفض وزيادة الدافعية، فالشخص المتفائل أكثر دافعية وإقبالاً على الحياة من الشخص المتشائم وتلعب الأسرة دوراً في ذلك ومن خلال ذلك اتفقت الدراستان .
الرسالة الرابعة :
-اسم الرسالة : دراسة نفسية اجتماعية عن بعض الأطفال المحرومين من الرعاية الوالدية والمودعين بدار التربية الاجتماعية في مدينة جدة .
-رسالة مقدمة إلى قسم التربية وعلم النفس للحصول على درجة الدكتوراة في علم النفس .
سميرة عبدالله كردي كلية المعلمات/جدة 1420هـ .
الهدف من الدراسة :
1-التعرف على البناء النفسي للطفل المحروم من الرعاية الوالدية، والغير محرومة .
2-التعرف على الفروق بين الأطفال المحرومين من الرعاية الوالدية والمودعين بدار التربية الاجتماعية والأطفال ذو الأسر الطبيعية .
منهج الدراسة : المنهج التجريبي .
نتائج الدراسة :
1-البناء النفسي لصالح الأطفال غير المحرومين أفضل من البناء  النفسي للأطفال المحرومين.
2-هناك فروق بين الأطفال المحرومين وغير المحرومين من ناحية الحالة النفسية .
تتفق الدراسة في كونها دراسة نفسية والدافعية في الدراسة الحالية تعتبر أحد ركائز الجوانب النفسية، ومن ناحية أخرى فالتفكك كالأسري ينتج عن عدم وجود الرعاية الوالدية، فإذا غابت الرعاية الوالدية حصل التفكك الأسري وهذا جانب في الدراسة الحالية .
تختلف الدراسة :
منهج الدراسة المذكورة منهج تجريبي، وهو يختص بالأبناء الموجودين في دور الرعاية الاجتماعية، وجميع ما يتعلق بالجوانب النفسية في حين تختص الدراسة الحالية بجانب نفسي واحد وهو زيادة الدافعية أو خفضها .
الرسالة الخامسة :
اسم الرسالة: التوافق الزواجي وعلاقته بالاكتئاب وبعض المتغيرات الأخرى .
مقدمة من أسماء بنت عبدالعزيز الحسين .
للحصول على درجة الدكتوراة في التربية-قسم التربية-كلية البنات 1423هـ.
الأهداف :
1-التعرف على العلاقة القائمة بين التوافق الزواجي والاكتئاب .
2-التعرف على أهمية التعليم وعلاقته بتحقيق التوافق الزواجي .
النتائج :
1-ضرورة إنشاء مراكز للتوجيه والإرشاد الزواجي والأسري وتفعيل دورها في المجتمع المحلي .
2-الاهتمام بتدريس مواد ثقافية في مجال الأسرة والزواج في الصفوف العليا من المرحلة الثانوية وفي الجامعات للطلاب والطالبات على السواء وفق أسس علمية وشرعية ونفسية واجتماعية
3-يكشف البرامج الإعلامية الموجهة للأسرة والتي تسلط الضوء على العلاقات الاجتماعية والأسرية والزوجية .
4-العناية بالبحوث والدراسات في مجال الزوزاج والأسرة ونشرها ومناقشة موضوعاتها من خلال رسائل الإعلام المختلفة والندوات والمحاضرات .

منهج البحث : المنهج التجريبي .
تتفق الدراسة :
التوافق الزواجي أمر ضروري لبناء أسرة قوية لا تعتريها المشاكل الأسرية ومن أهمها التفكك الأسري، ومن هنا جاء الاتفاق بين الدراستين .
وتختلف الدراسة :
يعتمد المنهج التجريبي، وتدرس حالة التوافق الزواجي وعلاقته بحالات نفسية مرضية كالاكتئاب في حين أن الدراسة الحالية تدرس أثر التفكك الأسري على خفض الدافعية .
مفهوم الأسرة :
أسرة الرجل عشيرته وأهل بيته، ورهطه الأدنون لأنه يتقوى بهم قال تعالى : (فلما سار باهله ءانس من جانب الطور نارا )
فأهل الرجل إذا هم زوجته وأبناؤه وأخوته وورثته .
وتعرف الأسرة بأنها الوعاء الاجتماعي الذي يتلقى الطفل ويتفاعل معها ويشعر بالانتماء إليها ([4]) .
ويتصور الباحث أن المنظور التربوي للأسرة تمتدد إلى العوامل المعينة ، ومن أبرزها:
1-نوع القرابة وصلتها .
2-التفاعل مع هذه القرابة .
3-التواجد مع هذه القرابة .
فالطفل الذي يعيش في كنف والديه ومعهما في نفس المكان ليس كالطفل الذي يعيش بعيداً عن أحد الوالدين، وكذلك الطفل الذي يعيش مع والده في نفس المكان ليس كالطفل الذي يتغرب عنه والده .
التفك الأسري:
التفكك في اللغة : فك الشيء فكاً فصل أجزاءه .
التفكك الأسري : فشل واحد أو أكثر من أعضاء الأسرة في القيام بواجباته نحوها بما يؤدي إلى ضعف العلاقات وحدوث التوترات بين أفرادها مما يفضي إلى انفراط عقدها وانحلالها.
ويعرف أيضاً : التفكك الأسري : انحلال روابط الأسرة واضمحلال المحبة والمودة بين أفراد البيت الواحد فلا يكون للبيت دوره الرئيس في توجيه وضبط سلوك الأولاد وإنما هو مأوى للنوم والأكل .
يعرف ابن منظور الأسرة " أنها الدرع الحصنية التي يحمى بها الإنسان عند الحاجة ويتقوى بها " .
الدافعية :
الدافع : عملية داخلية توجه نشاط الفرد نحو هدف في بيئته ([5]) .

يعد التفكك الأسري من أهم المشكلات الأسرية التي تنخر في جسد الأسرة وتؤدي إلى فرط عقدها وانحلالها، وتؤدي إلى قائمة طويلة لا حصر لها من المشكلات الاجتماعية، ولعل من أبرزها انحراف الأبناء، ودخولهم في الأنفاق المظلمة من مخدرات وسرقات وأمراض نفسية، وتكمن الخطورة في هذه المشكلة في عدم قيام أطراف الأسرة بمسؤولياتهم وواجباتهم نحو الأسرة بالرغم من جودهم في بيت واحد، فالناظر لحال هذه الأسرة من بعيد يظنها على وفاق نفسي واجتماعي، ولكن الذي يرى ما بداخلها بنظرة تفحصية يجد التباعد بين أفرادها، وهذا مكمن الخطورة فالطلاق أو موت أحد الأبوين يكون مشكلة ظاهرة يمكن التعامل معها، أما مشكلة التفكك الأسري فهي حالة من الغليان قد تؤدي إلى الانفجار داخل الأسرة دون أن تكون ظاهرة، فهي أشبه بالمرض الذي ينتشر في الجسم دون أن تظهر له آثار خارج الجسم إلا بعد استفحاله . وهذه المشكلة الأسرية ليست وليدة اليوم بل هي مشكلة قديمة عالجها الدين الإسلامي بتعاليمه القويمة وأحكامه السديدة، فقد عُني رسول الله r- بتوضيح الحقوق الزوجية ومراعاة حق الزوجة قال r : (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) وفي الصحيحين أنه r قال : (( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله )) وقد تحصل هذه المشكلة بدون قصد من أحد الأطراف أو بحسن نية ومن أشهر ذلك أن سلمان الفارسي t- جاء إلى بيت أبي الدرداء t- فوجد زوجته أم الدرداء بثياب غير حسنة فسألها عن السبب فقالت أن أبا الدرداء ليس له حاجة إلينا أي أنه يقضي الليل في عبادة فلا يجد وقتاً لزوجته، فلما جاء أبو الدرداء وجد سلمان ففرح به، فلما تناولا العشاء وتسامرا ثم ذهب كل واحد إلى فراشه نهض أبو الدرداء يريد أن يصلي فأمره سلمان أن يأوي إلى أهله فيرتاح عنده، فلما مضى نصف الليل أيقط سلمان أبو الدرداء فصليا ما شاء الله لهما ثم ارتاحا حتى الصباح، وقال سلمان لأبي الدرداء : إن لربك عليك حقاً ولنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً، فاعط كل ذي حق حقه قال : صدقت .

ويمكن تلخيص أهم الأسباب التي تؤدي إلى هذه المشكلة :
1-الجهل بالحقوق الزوجية :
الجهل ضد العلم، وفيه تغييب للحقائق وبعد عن إصابة الخير، ولذلك كان العلم نور يهدي إلى الحق والخير، وجهل الزوجين إحداهما أو كلاهما بحقوق كل واحد منهما تجاه الآخر يؤدي إلى حدوث المشكلات الأسرية والتي من أهمها التفكك الأسري، وقد يكون هذا الجهل من الأب أو الأم .
أ-الأب الموجود بجسده الغائب بدوره وشخصه :
يعتقد كثير من الآباء أن دوره مقصوراً على تأمين الأسرة  من الناحية المادية، فجلب الرزق والانهماك بالتجارة ليلاً ونهاراً والاجتماعات والسفريات هي الشغل الشاغل فيهمل الأسرة ويكل بها إلى الخدم لتلبية الاحتياجات، والبعض الآخر ينشغل بالأصدقاء والجلوس معهم والذهاب إليهم في المخيمات والاستراحات وغاب عن ذهنه أن هناك مسؤوليات أسرية مهمة من تربية وتنشئة لا يمكن أن تتم إلا بوجوده ومن خلاله .
ب-الأم العصرية :
1-انجرفت كثير من الأمهات وراء الأفكار والمغريات الدخيلة التي تحيد بها عن الدور الحقيقي لها في الأسرة، فجعلتها تلهث وراء الأسواق والصديقات وما يستجد في عالم الأزياء وما يعرف بالموضات ظناً وجهلاً منها أنه سبيل حضارة وتقدم وتفنن .
2-ازدواجية المهام والمسؤوليات :
خلق الله النفس البشرية وجعل منها الذكر والأنثى قال تعالى : (فجعل منه الزوجين الذكر والانثى ) وجعل لكل واحد منهما من الخصائص النفسية والجسمية مما يؤهله للقيام بدوره خير قيام وعندما تنقلب الموازين ويحاول كل منهما أن يتقمص دور الآخر تحصل المشكلة ويترتب على ذلك النزاعات والخلافات، وتحاول المرأة في بعض الأحيان أن تكون ربان السفينة وهذا خلاف الفطرة الربانية التي أرادها الحق I قال تعالى : (الرجال قوامون على النساء )
3-دخول عناصر غريبة في تركيبة الأسرة :
ويقصد الباحث هنا الخدم فقد انتشرت في المجتمعات الخليجية وبنسب عالية وجود الخادمات والسائقين، وقد أكيلت إليهم أمور التربية والرعاية بقصد أو بغير قصد، وهؤلاء الخدم يحملون ثقافات مختلفة أو في بعض الأحيان أديان مختلفة وهم بلاشك يؤثرون في الأبناء .
4-اقتصاديات الأسرة :
الغنى والفقر لهما دور مهم في حدوث التفكك الأسري، فالغنى المطغي قد يجعل أحد الزوجين مشغولاً عن الآخر بالسفر وقد يؤدي به إلى قضاء الشهوات المحرمة، أما الفقر فقد يؤدي برب الأسرة إلى الانحراط في مهاوي الردى طلباً لزيادة دخل الأسرة .
5-المعاصي والذنوب :
قال تعالى : (ماأصابك من سيئة فمن نفسك ) الوقوع في المعاصي والانغماس فيها يجعل بين العبد وربه حائلاً وحاجزاً، يحول بينه وبين وصول المكرمات الربانية إليه، فتأتيه المشكلات وتنزل عليها البلايا والمصيبات من كل حدب وصوب في أسرته وماله وعاقبته قال تعالى : (ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور )

هناك مجموعة من الآثار المترتبة على التفكك الأسري بعضها يعود على الأسرة نفسها، وبعضها يتعدى إلى ما هو أبعد من ذلك إلى المجتمع  .
ومن أهم تلك الآثار :
1-الآثار على الأبناء :
الأبناء في داخل الأسرة بحاجة ماسة إلى الرعاية الوالدية تربية وتنشئة وتعليماً وتثقيفاً، والتفكك الأسري يحول دون قيام الوالدين بهذه المهمة العظيمة مما يؤدي إلى حدوث آثار سلبية على الأبناء من انحراف في القيم والأخلاق .
2-الآثار على أحد الزوجين  :
الزواج سكن وطمأنينة يسكن فيه كل من الزوجين إلى الآخر، وتستقر نفسه وترتاح، وفي حال التفكك الأسري يبحث كل من الزوجين على من يحقق لهم الاستقرار وفي خارج حدود الأسرة بطرق لا يرضاه الله I- من علاقات محرمة أو زنا في بعض الأحيان.
3-الآثار على أهل الزوجين :
في حال حدوث التفكك الأسري تخرج تبعاته إلى أهل الزوجين فيكون هناك تأثيراً سلبياً يؤدي إلى القطيعة بين الأسرتين ويصبح هناك نوع من الشحناء والبغضاء .
4-الآثار السلبية على المجتمع :
الأسرة هي اللبنة المهمة في بناء المجتمع، ومجموع الأسر يشكل المجتمع وكلما قويت هذه اللبنة وأصبحت أكثر تماسكاً كان المجتمع أكثر قوة وتماسكاً، والتفكك الأسري يضعف هذه اللبنة وبالتالي يضعف المجتمع .

5-الآثار السلبية على التقدم :
تتقدم الأممم وتتسابق في ميدان التطور بأفرادها الذين يشكلون شعوبها ومواطنيها، والاستقرار الأسري سبيل مهم في خروج أبناء قادرين على حمل المسؤولية والتقدم للأمة .

يستخدم مفهوم الدافعية لتفسير الاختلاف في السلوك بين الأفراد من حيث زيادة التحصيل الدراسي أو أي عمل آخر، أو عندما يكون هناك اختلاف بين فردين أو أكثر في عمل ما بالرغم من تشابه الظروف وتساوي القدرات .
وتعرف الدافعية بأنها عملية داخلية توجه نشاط الفرد نحو هدف في بيئته ([6]) . والدافعية أمر مهم للمتعلم، لأن الدافعية تكون هدف في حد ذاتها، أو وسيلة لتحقيق الأهداف التربوية، فعندما تكون هدفاً بحد ذاتها فهي الطريقة التي تجعل المتعلم مرتبطاً بالعملية التدريسية، وهذا ما يسعى المعلم دوماً إلى استثارته في متعلميه بالأنشطة العقلية والفنية المختلفة .
أما إذا كانت الدافعية وسيلة لتحقيق الأهداف التعليمية فهي من العوامل التي تساعد على تحصيل المعرفة والمهارات التي تسعى لتحقيقها شأنها شأن الذكاء والخبرات السابقة، وأساس الدوافع الحاجات الأساسية عند الإنسان وهي تمثل الطاقة التي توجه السلوك نحو غرض معين .
وغالباً ما تكون الدوافع مستترة، الأمر الذي يترتب عليه التفسير الخاطئ لها، ويزداد نشاط الإنسان كلما زاد الدافع لديه، ويظل سلوكه مستمراً حتى يتم إشباع الدافع، وقد يعيق الإنسان أمراً ثم يعاود إشباع هذا الدافع، وإذا واجه مجموعة من العقبات والصعوبات حاول التغير من مواقف سلوكه حتى يتواءم مع هذه المعقوات والصعوبات .
وهناك مجموعة من الخصائص للدافعية :
1-الغرضية : أي أن الفرد يسعى إلى تحقيق غرض معين يوجه الدافع حتى يشبعه .
2-النشاط: فالفرد يبذل نشاطاً تلقائياً حتى يشبع دافعه .
3-الاستمرار : يستمر نشاط الإنسان بوجه عام حتى ينتهي حالة التوتر التي أوجدها الدافع .
4-التنوع : يغير الفرد من أساليبه وطرقه حتى يتلاءم مع المعوقات التي تحول دونه تحقيق دوافعه

الدافعية والتحصيل الدراسي :
-تظهر أهمية الدافعية عندما نعرف أن الارتباط بين الذكاء والتحصيل الدراسي لا يزيد عن 50% إلى 60% أي أنها معدلات أقل من النشاط الإحصائي ذات الدلالة العالية . لذلك نجد أن كثيراً من المتعلمين منخفضي القدرات يتميزون بتحصيل عال، ومتعلمين لديهم قدرات أكبر في الذكاء تحصيلهم الدراسي منخفضة ([7]) وغالباً ما يكون المسؤول عن ذلك الدافعية للتحصيل الدراسي .
ويمكن تنمية دافع الإنجاز عند المتعلم من خلال التنشئة الاجتماعية، وقد وجد أن التنشئة في الطفولة وتشجيع الطفل على الإنجاز الفعلي وعلى التدريب وعلى الاعتماد على النفس والاستقلال وارتفاع مستوى طموح الوالدين وانتقال أثر ذلك عند تربية الطفل له أثر أيضاً على ارتفاع دافع الإنجاز، ويرتبط ذلك بالصفات الأسرية من مستوى ثقافي أو اجتماعي .
ولهذا فمن الواجب على الوالدين الاهتمام بتربية الأبناء على الإنجاز، وتدريبهم على الاستقلالية والاعتماد  على أنفسهم، كما يجب عليهم إثارة الدوافع عند أبنائهم نحو أنماط متنوعة من السلوك .
وعلى هذا فالدافع بشكل عام عملية منظمة وموجهة تؤدي إلى انتفاء أهداف معينة، وهي حالة داخلية في الكائن الحي يمكن استنتاجها من الشواهد الآتية ([8]) :
1-وجود الحافز الذي يؤدي إلى إثارة الدافع .
2-البواعث والمعززات التي تؤثر في حده الاستجابة وتسعى إلى تحقيق التكليف الخارجي .
3-زيادة مقدار الطاقة والجهد المبذول بحيث تصبح استجابات معينة أكثر سيادة من  غيرها .
كما يمكن القول إن هناك نوعين من أنواع الدافعية  :
1-الدافعية الخارجية : وهي التي يقوم بها الفرد أو المتعلم نتيجة مؤثرات خارجية مثل الوالدين أو الحصول على درجة أو رضى المدرس أو الأفراد أو المحيطين .
2-الدافعية الداخلية : وهي التي تصدر من ذات الفرد بمعنى أن طاقتهم توجههم لنشاط معين .
ولعل التركيز على الدوافع الخارجية .
وتعرف الدافعية للتعلم بأنها : "الحالة النفسية والداخلية أو الخارجية للمتعلم التي تحرك سلوكه وتوجهه نحو تحقيق  غرض معين وتحافظ على استمراريته حتى يتحقق ذلك الهدف" ([9]).
وعلى هذا فيمكن القول أن الدافعية هي المحرك للسلوك، وهي التي توجه انتباه المتعلم بل وتؤدي إلى بقائه واستمراره، وتقوم بسيره نحو نشاط معين لتحقيق هدف معين، وتنبئ بها بعيداً عن التشتت والسرحان، وتساعده في الاستجابة للعمليات التعليمية المختلفة.
وقد تعرف الدافعية بأنها : العوامل التي تدفع الفرد وتوجه سلوكه نحو هدف، أو بمعنى آخر هي القوة الذاتية التي تحرك سلوك الفرد وتوجهه لتحقيق غاية معينة يشعر بالحاجة  إليها أو بأهميتها العادية أو المعنوية بالنسبة له .
والتعليم فيه جوانب للتشويق والمتعة، خاصة عندما يكون المنهج ملبياً لاهتمامات واحتياجات وقدرات الطلاب، فإن العامل الدافعي يتولد من نفسه، وإذا لم توجد هذه المتعة لخلل معين في أسلوب تدريس أو طريق تعليم، فإن التعليم يتحول إلى واقع سيء .

تقوم الأسرة بالدور الأكبر في نجاح الطالب في العملية التعليمية، وتكون أقدر من المدرسة وحتى المعلم في ارتفاع المستوى التعليمي لأبنائها، فالأسرة هي التي تجعل الطفل عرضة لانخفاض التحصيل الدراسي والفشل المدرسي إذا لم تقم بالدور المنوط بها، وتعد خصائص الأسرة بالاشتراك مع صعوبات المدرسة من أكثر العوامل التي تؤدي إلى الانخفاض التعليمي .
ففي أحد البحوث التي أجريت لدراسة تأثير الأسرة على تحصيل الطالب، إلى ما يجب أن يفعله الوالد ليرتفع بالتحصيل لدى أطفال ما قبل المدرسة ([10]) ، ومن هم في عمر المدرسة الابتدائية، وأوضح أن تلك ملاحظة منزلية لقياس بيئة المنزل بمقياس، حيث استخدمت صورة مختصرة منه في مسح طولي للشباب للبدء في دراسة تأثير الأسرة على تحصيل الطالب .

دلت التجارب العديدة في المدارس على أهمية المكافأة في زيادة التحصيل، وفي إحدى التجارب كلف بعض الأطفال المتساوين في السن والذكاء بالقيام بحل بعض المسائل الحسابية في مدة معينة خلال خمسة أيام متتالية، وكان المجرب في كل يوم من الأيام الأربعة الأخيرة بشيء على عملهم بصرف النظر عن نتيجة عملهم الحقيقية، وكان يستدعي بعض الأطفال الآخرين للوقوف أمام الفصل فيوبخهم ويلومهم على تقصيرهم في العمل مهما كانت نتيجة عملهم الحقيقية، وأهمل المجرب فريقاً آخر من الأطفال فلم يتعرض لهم إما بالثناء أو اللوم، غير أن هؤلاء الأطفال كانوا حاضرين أثناء ثناء المجرب على الأطفال الآخرين أو لومه لهم .
وكلف المجرب فريقاً آخر من الأطفال (الفريق الضابط) بحل نفس المسائل الحسابية ولكنه جعل الفريق الأخير في غرفة منعزلة فلم يحاطوا علماً بما قال المجرب للأطفال الآخرين، وقد أظهرت نتائج هذه التجربة أن جميع الأطفال حصلوا على نفس الدرجة تقريباً في اليوم الأول، ثم اخذت درجات الأطفال الذين حصلوا  على الثناء والتشجيع تتحسن بعد ذلك كثيراً، بينما لم يظهروا الأطفال الآخرين ..ملموساً كما يتضح من الجدول :
الفريق
اليوم الأول
اليوم الثاني
اليوم الثالث
اليوم الرابع
اليوم الخامس
المثني عليهم
11،81
16،59
18،85
18،81
20،22
الملوم
11،85
16،59
14،3
13،26
14،19
المهمل
11،84
14،19
13،30
12،92
12،38
الضابط
11،81
12،34
11،65
10،50
11،35
وحول نموذج لفاعلية تدريس الرياضيات للتلاميذ الأمريكيين أوضح هيرنابدز أهمية التغذية المرتدة والتعزيز في ملاحظة الواجب المنزلي والمراجعة .
وحول التعزيز الذي أساسه المنزل فقد وصف ويتر 1983م تأثيرات برنامج التعتزيز على الأداء المدرسي والسلوك لثلاثة من التلاميذ من البنين في الصف الرابع الابتدائي حيث اتضحت فعالية التعزيز الذي أساسه المنزل في تمكين الأداء المدرسي للأطفال ذوي التحصيل الأقل من المستوى .
تعتبر الأسرة هي تلك الوسيط الذي يقوم بتهيئة الطفل لأن يعيش في مجتمعه دون أن يعشر بضيق، وهي من أهم الوسائط التي تقوم بعملية نقل التراث الثقافي والتعليمي للطفل، وتقوم الأسرة لمجموعة من الوظائف لعل من أهمها :
1-التربية الدينية للطفل .
2-تحصين الفرد من الوقوع في المحرم .
3-إشباع فطرة الإنسان في التكوين الأسري .
4-الرعاية الجسمية والتعليمية للطفل .
وقد أثبتت الدراسات النفسية أن الطفل إذا أحس بفقد الحنان والرعاية ترجم ذلك في تصرفات يريد بها إثارة الانتباه واستدرار عطف والديه، ثم تنعكس هذه الآثار في مستقبل  الطفل ([11]) .
وتلعب الأسرة دورا مهماً في تعليم الطفل .
إن الطفل بحاجة ماسة إلى العطف والحنان، ومزيداً أن الحب والتقدير من الوالدين لأن ذلك يساعده في تكوين شخصية اجتماعية إيجابية، فالجو الأسري الآمن يمكن للطفل النمو السوي في النواحي الإنمائية والجسيمة والعقلية والاجتماعية والانفعالية، وفي المقابل يؤثر سلباً في مفهوم الطفل، فإذا فقد الطفل الرعاية الوالدية فإنه سيفقد الثقة بنفسه ويتعثر مسار نموه في جوانبه المختلفة.

إن نجاح التلميذ وارتفاع مستوى عقليه يعتمد بدرجة كبيرة على عوامل ترتبط بالأسرة ارتباطا وثيقاً يقرر مدى النجاح، ويمكن تقسيم هذه العوامل إلى مجموعتين ([12]):-
المجموعة الأولى:
تتعلق بوضع الأسرة بشكل عام من حيث المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وعدد أفرادها والحي الذي تسكنه ومهمة كلٌ من الوالدين.
المجموعة الثانية:
التفاعل بين أفراد الأسرة بما في ذلك المهارات والأشكال الملامة من قبل الوالدين في التنشئة الاجتماعية للطفل.
ولعل المجموعة الثانية هذا التي تهمنا في هذه الدراسة حيث أن الإشكال المتبعة في التنشئة الاجتماعية تتأثر كثيراً بالعلاقة الأسرية ومدى ارتباطها، فكلما كان هناك ارتباطاً وتماسكاً في الأسرة كلما أعطى ذلك مزيداً من الأساليب الجيدة في التنشئة الاجتماعية من خلال التوافق في الأساليب من الوالدين، وإذا كان هناك تفككاً أسرياً فإن ذلك سيؤدي إلى صعوبة تطبيق هذه المهارات في التنشئة الاجتماعية لأنه لا يمكن لها أن تحقق في جو تسوده علاقات أسرية مفككة.
وللحصول للتعلم لابد من تحقق مجموعة من الشروط يجب توافرها ومن أهمها:-
1-الدافعية : وهي حالة من التوتر النفسي، يثير سلوك وتواصله حتى يخفف هذا التوتر فيستعيد الفرد توازنه، كأن الدافع اضطراب يخل بتوازن الفرد فيسعى إلى استعادة توازنه وكأن نمايه السلوك وهي إرضاء الدافع بإزالة التوتر واستعادة التوازن.
2-النضج : وهي التغيرات الداخلية في الفرد التي ترجع إلى تكوينه الفسيولوجي والعضوي.
3-الممارسة : وهو تكرر أسلوب النشاط مع توجيه مفرز وينصح دور التوجيه في تصحيح مسار التعلم .
والذي يهمنا في هذه الدراسة هو الشرط الأول في حدوث التعلم وهي الدافعية التي تؤدي إلى زيادة التحصيل الدراسي والرغبة في الاستزادة من العلم والمعرفة .
وتلعب الأسرة دوراً مهماً في زيادة الدافعية لدى الطفل لعملية التعلم، فالأسرة تحاول أن تقاوم التوتر النفسي وتعيد التوازن للطفل من خلال الرعاية الوالدية وتقديم الأساليب والمهارات الخاصة بالتنشئة الاجتماعية، والتي تجعل الطفل أكثر توازناً واستقراراً من الناحية النفسية، والأسرة المترابطة والمتوافقة هي تستطيع أن تقدم لأبنائها هذا الأمان النفسي، في حين أن الأسرة المفككة يصعب عليها تهيئة جو أمان لأفرادها، وبالتالي يحد الطفل نفسه في صراع نفسي يحول بينه وبين الانطلاق مع دوافعه الكامنة، فالدافعية شرطاً مهماً لحدوث عملية التعلم ابتداءً ولزيادة التحصيل الدراسي لابد من زيادة الدافعية لدى الطفل ولا يتم ذلك إلا من خلال جوي أسري متماسك .
استقرار الحياة الزوجية غاية من الغايات التي تحرص عليها الأديان السماوية، وعقد الزواج إنما للدوام والتأبيد إلى أن تنتهي الحياة ليسنى للزوجين أن يجعلا من البيت مهداً مأويان إليه وينعمان به ليتمكنا من تنشئة أولادهما تنشئة صالحة (نادية أبو سكسن، 1992) ولقد أوضحت نجلاء مسعد أن الاستقرار الأسري عبارة عن علاقة أسرية تقوم على التفاعل الدائم من أفراد الأسرة جميعاً، والتي تهيأ للأبناء الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية اللازمة لإشباع حاجاتهم في مراحل النمو المختلفة وتتسم هذه العلاقة بسيادة الحب والتعاون بين أفراد الأسرة.
وهذ الدور يتطلب منه مشاركة أطراف الأسرة الرئيسة الوالدين، وهذا ما ذكرته دراسه فاطمة لطفي (1997) توضح أن الزوج يشارك زوجته في القيام بالدور الاقتصادي واتخاذ القرارات الأسرية، بينما درجة مشاركته ضعيفة في أداء المسئوليات المنزلية والتنشئة الاجتماعية.
ولكي تحقق الحياة الزوجية أهدافها يجب أن يكون فهما وإدراكاً ومعرفة بمعنى الحياة الزوجية والأسرية والمسئوليات المتوقعة لتحملها، والوظائف الأساسية والأدوار التي يلعيها كل طرف في الحياة، فالإنسان لا يستطيع أن لعيش حياة متوافقة ومستقرة، إلا إذا استطاع أن يفهم ويعي ويدرك ما يحيط به من مثيرات سواءاً كانت طبيعية واجتماعية.
وقد ينشأ الصراع من الزوجين عندما يرغب إحداهما في تغيير الأدوار المتوقعة منهم أو انفراد الزوج بالسلطة وباتخاذ القرارات داخل الأسرة، أو قد يختلفان في الأمور التي تعلق ما لا نباء وتوزيع الأدورا والمسئوليات.
وقد أظهرت دراسة مهند تركستاني (2005) أن عدم إلمام الكامل بالمسئولية من قبل الفتيات المقبلات على الزواج قد يكون سببا في حدوث الطلاق.

الأسرة هي البناء المحكم، الذي جعل الله منه محضناً آمنا يجد فيه جميع أفرادها ما يتطلعون إليه من سكن واستقرار وهدوء، وفي داخل هذا الملاذ الآمن تتم تنشئته الأطفال على جميع المستويات الثقافية والفكرية والتعليمية والنفسية والاجتماعية من قبل الوالدين، ومن أهم السلوكيات والطرائق التي يكتسبها الطفل من الوالدين في إحصان الأسرة الدافعية للتعليم وزيادة التحصيل الدراسي، والدافعية خصيصة نفسية معقدة يجب التعامل معها بأسلوب نفسي مدروس ومخطط له، حيث تم من خلالها توجيه السلوك والارتقاء بها، ولا يتحقق رفع الدافعية ومستواها لزيادة التحصيل الدراسي عند الأطفال إلا في وجود أسرة مترابطة خالية من المشكلات الأسرية المتنوعة من أبرزها التفكك الأسري، والدوافع بقسيمها الداخلي والخارجي لا تنمو في جانب الشخصية لدى الطفل إذا لم يكن هناك توافق والدي، واستقرار أسري قوي، حيث يقوم كل من الوالدين بالدور المنوط منه، ولا يتخلى أحد الوالدين عند دوره أو يتقمص دور ليس منوطاً به.
وقد أثبتت الدراسات أن المحيط الثقافي للأسرة بجانب التأثيرات الدافعية الخارجية والداخلية تؤثر في التحصيل الدراسي للطفل([13]).
توصل الباحث من خلال هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج المهمة التي تربط بين التفكك الأسري من زيادة الدافعية للتحصيل الدراسي ومن أهمها:-
1-الأسرة هي البناء المحكم المتين الذي تتم في داخله العمليات والطرائق الأساسية في تقويم السلوك للطفل وبناء شخصية الطفل في جميع الجوانب المختلفة النفسية والاجتماعية والتعليمية .
2-للأسرة أدوار مهمة يقوم بها الوالدين تجاه الأبناء لا يمكن لأي مؤسسة اجتماعية مدرسة أو غيرها القيام بها مهما بلغت من التأهيل البشري والتقني.
3-التفكك الأسري معضلة أسرية من أكبر المشاكل الأسرية وأعقدها ذلك لأنها مرض خفي ينحر في جسد الأسرة دون أن يشعر به المجتمع وأشبه ما يكون بالمرض الخطير الذي ينتشر في الجسم ولا تظهر أعراضه إلا بعد استفحاله مقارنه بالمشاكل الأسرية كالطلاق أو موت أحد الوالدين فيمكن التعامل معها، أما التفكك الأسري فتجد الأسرة قائمة ولكنها في حالة غليان.
4-الدافعية خصيصة نفيسة معقدة تحتاج إلى تعامل ممنهج ومدروس يقوم به المربي سواءاً الوالدين في الأسرة أو المعلم في المدرسة وهي حصيصة مستترة تحتاج إلى بحث حتى يمكن الكشف عنها.
5-الأسرة المفككة والتي يغيب فيها الدور الوالدي سواءاً من الأب أو الأم غير قادرة عن استشارة الدافعية لدى أبنائها لعدم وجود التوافق.
6-يستتب التفكك الأسري في الكثير من المشكلات الاجتماعية كالانحراف والانحراف في الطرق المشبوهة من سرقات ومخدرات، فضلاً عن أنه يهبط بالدافعية للتحصيل العلمي إلى أدنى مستوياتها عند الطفل.

التوصيات :
من خلال الرجوع إلى مجموعة من المصادر والمراجع التي عاد إليها الباحث ومن خلال استقرائه لمشكلة التفكك الأسري وأثره على خفض الدافعية في التعليم عند الأبناء خرج بمجموعة من التوصيات ولعل من أبرزها :-
1-الاهتمام والاعتناء باختيار الزوجة الصالحة بداية، فهي مرحلة تسبق عملية البناء الأسري ويجب أن يكون هناك يكون تكافؤ بين الزوجين.
2-التوسع في ما يعرف بالارشاد الأسري والذي يبصر كلٌ من الزوجين بالمسئوليات والواجبات التي يجب أن يقوم بها كل من الزوجين تجاه الآخر وتجاه الأبناء وتتولى الدولة مسئولية هذا التوسع عن طريق وزارة الشئون الاجتماعية مما يقل من الخسائر والأضرار الناتجة على المجتمع من التفكك الأسري.
3-قيام المؤسسات الاجتماعية المختلفة مثل المدرسة والمسجد والأعلام بتبصير أفراد المجتمع على تحمل الأمانة والمسئولية في المحافظة على الأسرة والقيام على مراعاتها وتلبية احتياجاتها وليس المادية فحسب بل التربوية والاجتماعية.
4-عقد دورات مكثف للجنسين على السواء قبل عقد الزواج وتثقيفهم وتبصيرهم بالواجبات والمسئوليات التي تحث عليهم في الأسرة.
5-تطوير وتفعيل مناهج التربية الأسرية وخاصة في تعليم البنات، وتأهيل المعلمات للتدريس هذه المناهج.
6-على الجامعات والمعاهد والكليات وخاصة التربوية منها والانسانية بالقيام بدورها في عملية التوعية وذلك بإنتاج مزيداً من المواد والمحاضرات والندوات والمؤتمرات للمجتمع والتي تعنى بتثقيف المجتمع وخاصة الوالدين بالاعتناء وبالجوانب النفسية لدى الأطفال ومن أهم ذلك الخصائص النفسية المعقدة كالدافعية وغيرها.


فهرس المصادر والمراجع :

1- إرشاد الطفل وتوجيهه : محمد نجيب، دار الفكر، 1428هـ .
2- أسس التربية : د. إبراهيم ناصر، دار العمار للنشر والتوزيع، 1428هـ .
3- أصول التربية الإسلامية : خالد الحازمي، دار الزمان، 1425هـ .
4- التربية الإسلامية : المفهوم والتطبيقات، سعيد إسماعيل علي، مكتبة الرشد، 1426هـ.
5- علم النفس التربوي : عبدالمجيد منصور وآخرون، العبيكان، 1428هـ .
6- علم النفس والتربية والاجتماع : د. عبدالرحمن محمد عيسوي، دار الراتب الجامعية، 1419هـ .
7- المدخل إلى أصول التربية الإسلامية : د. محمد العمرو وآخرون، مكتبة المثنى، 1425هـ .
8- المدخل إلى علم النفس العام : أ.د. محمد جاسم محمد، دار الثقافة للنشر والتوزيع، 1424هـ .

فهرس المحتويات



([1]) الروم آية (21) .
([2]) الترمذي، سنن الترمذي، ج3، ص392 .
([3]) مدخل إلى أصول التربية الإسلامية، محمد عبدالله العمرو، مكتبة المثنى -1425هـ .
([4]) أصول التربية الإسلامية، خالد الحازمي، دار الزمان، 1426هـ .
([5]) (علم النفس التربوي-ص164)-عبدالمجيد منصور وآخرون، العبيكان-1428هـ) .

([6]) علم النفس التربوي، عبدالمجيد منصور وآخرون، العبيكان للنشر والتوزيع، 1423هـ .
([7]) علم النفس التربوي، عبدالمجيد منصور وآخرون، العبيكان للنشر والتوزيع، ص185 .
([8]) المدخل إلى علم النفس، محمد جاسم محمد، دار الثقافة للنشر والتوزيع، ص146 .
([9]) الدافعية والتعلم، د . نبيل زايد، النهضة المصرية، 1423هـ .
([10])
([11]) أصول التربية الإسلامية، خالد الحازمي، مكتبة دار الزمان، 1425هـ .
([12]) إرشاد الطفل وتوجيهه مفيد نجيب حواشين دار الفكر للطباعة والنشر 1423هـ.
([13]) الدافعية والتعلم، نبيل، النهضة المصرية، ص89.


هناك تعليقان (2):